مقالات

المقاطعة ثقافة ووعى الشعوب

المقاطعة ثقافة ووعى الشعوب

بقلم كلآ من :

الكاتب الصحفى / سامح الخطيب
و الكاتبة التونسية / نادية بن الشيخ

المقاطعة هي الإمتناع الإختياري والمتعمد عن شراء بعض المنتجات المعينة أو تعاطي أحد الخدمات المعروضة أو التعامل مع شخص أو منظمة أو بلد كتعبير عن الإحتجاج و الإعتراض على موقف او تصرف عادة ما تكون لأسباب أخلاقية أو إجتماعية أو سياسية أو بيئية.
و يكون الغرض منها إلحاق الخسارة الإقتصادية بالشخص أو المنظمة المستهدفة أو التعبير عن رفض فعل او موقف معين لمحاولة إجبارهم على تغيير السلوك الغير مرغوب فيه
وهي أيضآ ثقافة حضارية تتبنّاها المجتمعات المتحضّرة في أغلب الدول الديمقراطيّة
و تعتبر إيضآ سلوك رقابي جديد و ردّة فعل شرعيّة تُقْدم عليها و تمارسها شريحة كبرى من المستهلكين كلّما دعت الحاجة إلى ذلك …
ثقافة المقاطعة ظهرت بدايتها عندما كان هناك زيادة غير مبررة في الأسعار خاصة في المواد الغذائية الأساسية و الحياتية و ذلك بسبب مبالغة التجار و المزودين في رفع الاسعار و الإحتكار… إلخ….
لذلك ظهرت فئة مثقفة تدعو إلى المقاطعة و الإمتناع عن شراء المواد المحتكرة في تضامن شعبيّ واسع حتّى يقوم التجّار أو المموّلون و من شاركهم في ذات الفعل إلى الصّواب فيراعوا الطاقة الشرائيّة لمواطنيهم و ينزلوا بالأسعار إلى المتناول العامّ و الى القدْر المعقول ….
وهذه المقاطعات حدثت و تحدث في كثير من الدّول و قد أعطت ثمارها و نتائجها الإجابية حتى اصبحت وسيلة فعالة و ناجحة للضغط ، بل ان المنتجين و التجّار في بعض الحالات رضخوا و قاموا بالإعتذار للمستهلكين و أنزلوا الأسعار إلى أقلّ مما كانت عليه قبل الزيادة … و أيضا بعض المنظمات و البلدان غيرت رأيها و نظرتها لبعض القضايا العالمية و الإنسانية …
و قد ظهر مؤخرا نوع جديد من المقاطعة لصالح القضية الفلسطينية و ذلك بمقاطعة كل الشركات و المواد المنتجة التي تمول الحرب ضد الفلسطنيين كنوع من المساندة للقضية الفلسطينية…و التعبير لرفض الحرب الغير مبررة ضد الاطفال والنساء
و الأبرياء
أمّا آلية المقاطعة و بما أنّها سلوك و ثقافة حضاريّة فإنّها تبدأ بوعي الفرد ( المواطن ) و إدراكه و كذلك إلتزامه الشخصي ثمّ تمتدّ إلى غيره و ذلك بانتقال المعلومة على شكل حملات توعويّة إعلاميّة عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي مثلا و الإنترنت… الفيسبوك الأنستغرام و غيرها
و نحن في بلادنا ما أحوجنا إلى ثقافة المقاطعة ، ما أحوجنا إلى تجسيدها أمام هذا الكمّ الهائل و المتعاظم من الغلاء في حاجيّات المواطن على الصعيد الوطني و العالمي
ما أحوجنا إلى مقاطعة بضائع أثقلت كاهل الناس و تسبّبت لهم في إرهاق مادّي و تداين و اقتراض ، فجلّ أسعار الموادّ الإستهلاكيّة إنخرطت في موجات تصاعديّة و في تواتر محموم ..
المقاطعة أمام هذا الغلاء اصبحت الحل الوحيد بسبب عجز الحكومة عن إيجاد طرق لتعديل الأسعار أو حتّى تطويقها ، فالمقاطعة هي السبيل الأنجح و هي كذلك تأصيل لحقوق المُواطنَة وآلية حضاريّة لتحقيقها …
و تتعدد انواع المقاطعة و اهدافها
• انواع المقاطعة(١) أنواع المقاطعة بإعتبار المجالات
مقاطعةإقتصادية
المقاطعة السياسية
المقاطعة الثقافية
المقاطعة الإعلامية
(٢) أنواع المقاطعة بإعتبار جهات التنفيذ
المقاطعة الحكومية: كالمقاطعة التي كانت من الدول العربية لإسرائيل والشركات الداعمة لها.
المقاطعة الأممية: والتي تصدر من المؤسسات الدولية
والمقاطعة الشعبية: والتي تدعو إليها من القيادات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني حتى تشمل معظم شرائح الشعب كمقاطعة الشعوب الإسلامية والعربية لمنتجات بعض الدول المعتدية على دول المسلمين والداعمة لها، والدول المسيئة للإسلام أو مقدساته مثل مقاطعة الدنمارك.
المقاطعة المتكاملة: وذلك إذا كانت المقاطعة جماعية صادرة من الجهة الحكومية الرسمية والشعبية الجماهيرية.
• نتائج المقاطعة
لو جلست قليلا مع نفسك
وتدبرت موضوع [ المقاطعة ]
ستجد فى النهاية هى عمل صالح ومفيد جدآ للوطن والمواطن

وفي المقاطعة فوائد عديدة وهي على سبيل الذكر وليس الحصر

_ التخلص من التبعية والهيمنة الأمريكية والغربية بوجه عام علي حياتنا

_ترشيد عادة الإستهلاك المفرط لدي شعوبنا

_ترشيد أزمة الدولار المستحكمة
والحد والتحكم فى إرتفاع سعره الجنونى
_حماية الصحة العامة في مجتمعاتنا من المنتجات المجهولة والغير مفيدة

_تشجيع صناعتنا المحلية والقومية

_تحقيق الاكتفاء الذاتي والإعتماد على المنتج المحلى الصنع

_توظيف اسواقنا في خدمة أمن شعوبنا وقضاياها

_ إضعاف وزعزعة أى كيان مجرم ودولة عنصرية تقوم بقتل وابادة شعب اخر عن طريق تمويل تلك المنظمات المتحكمة فى الأسواق العالمية

_تشغيل العمال ، تشغيل المصانع ، نمو إقتصاد الوطن ، القضاء على الفقر وغيرها الكثير جدآ …

وهذا ما سيحدث بقوة اكبر اذا إستمرينا وحثينا وشجعنا الأفراد والمواطنين على المقاطعة

المقاطعة ثقافة ووعى الشعوب

المقاطعة ثقافة ووعى الشعوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار