
د. محمود كمال
الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذ مواقف قوية في مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عدة مواقف دولية، حيث أظهر استقلالية القرار المصري ورفض الضغوط الخارجية من أبرز هذه المواقف:
1. رفض “صفقة القرن” والتمسك بالحقوق الفلسطينية
عندما طرحت إدارة ترامب خطة “صفقة القرن” لحل القضية الفلسطينية، تمسكت مصر بموقفها الثابت الداعم لحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، ورفضت أي حلول تمس الحقوق الفلسطينية أو تتجاهل المطالب العربية، على الرغم من الضغوط الأمريكية.
2. الرفض العلني لصفقة القرن في الأمم المتحدة
في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد السيسي على ضرورة تحقيق دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، متجاهلًا الضغوط الأمريكية التي كانت تدفع باتجاه القبول بخطة ترامب.
3. الموقف من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
عندما قررت إدارة ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في 2018، رفضت مصر القرار، وصوّتت لصالح مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين هذا التحرك، رغم تهديدات ترامب بقطع المساعدات عن الدول التي تعارضه.
4. التمسك بالقرار المصري في ملف ليبيا
مارست الولايات المتحدة ضغوطًا على مصر فيما يخص الملف الليبي، خصوصًا فيما يتعلق بالموقف من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لكن السيسي أصر على موقف مصر في دعم استقرار ليبيا ورفض التدخلات الخارجية التي كانت تدعمها إدارة ترامب.
5. رفض تقليص المساعدات الأمريكية المشروطة
حاولت إدارة ترامب استخدام المساعدات العسكرية والاقتصادية كوسيلة ضغط على مصر، لكن القاهرة رفضت أي تدخل في شؤونها الداخلية، وأكد السيسي أن الأمن القومي المصري غير قابل للمساومة.
السيسي أظهر في هذه المواقف استقلالية القرار المصري، وتمسك بثوابت السياسة الخارجية، مما جعله واحدًا من القادة الذين لم يخضعوا لضغوط ترامب في قضايا مصيرية.