في ظل تسارع وتيرة التغير المناخي عالميًا تبرز المياه الجوفية كمصدر حيوي واستراتيجي لا غنى عنه لضمان الأمن المائي والغذائي خاصة في الدول التي تعاني من شح الموارد السطحية.
وقد أكد الدكتور محمود كمال الباحث الزراعي أن الاعتماد على المياه الجوفية ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مما يستدعي سياسات صارمة لإدارتها بشكل مستدام، خصوصًا مع تزايد التهديدات المناخية التي تؤثر على معدلات التغذية الطبيعية للمخزون الجوفي.
وأشار كمال إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الأمطار ساهما في تقليل معدلات إعادة تغذية خزانات المياه الجوفية، مما يعرّضها للاستنزاف التدريجي. كما حذر من خطورة تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية في المناطق الساحلية نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر، وهو ما يُنذر بملوحة متزايدة تؤثر على جودة المياه وصلاحيتها للاستخدام الزراعي.
وفي ختام تصريحه، شدد كمال على أهمية الاستثمار في تقنيات الرصد والمراقبة، بالإضافة إلى دعم الأبحاث العلمية في مجال إدارة المياه الجوفية، داعيًا إلى ضرورة تبني استراتيجيات تكيف فعّالة على المستوى الوطني والإقليمي لمواجهة آثار التغير المناخي، وضمان استدامة هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.
