
بقلم د. محمود كمال
منذ تولّي الأستاذ وليد شحاتة إدارة مدرسة القصاصين الثانوية المشتركة، بدأت ملامح التطوير تظهر بوضوح على أرض الواقع، ليس عبر شعارات أو صور ترويجية، بل من خلال خطوات عملية انعكست على انضباط المدرسة ومستوى الخدمة التعليمية داخلها.
أولى علامات التغيير تمثّلت في استعادة الانضباط اليومي؛ حيث وضع المدير الجديد منظومة دقيقة للحضور والانصراف، وفعّل متابعة الفصول والمجموعات المدرسية، وهو ما ساهم في خفض غياب الطلاب ورفع التزام المعلمين بالحصص. كما عمل على تطوير بيئة المدرسة من خلال تنظيم حملات نظافة وصيانة مستمرة للمعامل ودورات المياه، إضافة إلى إعادة توزيع المقاعد وتجهيز الفصول بما يضمن راحة الطلاب وانسيابية الحركة داخل المدرسة.
ولم يتوقف التطوير عند البنية الداخلية فقط، بل شمل تنشيط الأنشطة التربوية التي كانت شبه متوقفة؛ إذ أعاد وليد شحاتة إحياء الإذاعة المدرسية، وتفعيل دوري رياضي منتظم، وأنشطة اجتماعية عزّزت روح الانتماء لدى الطلاب، وخلقت حالة من الحيوية كانت غائبة في الفترة الانتقالية
كما ركّز على نقطة جوهرية تتمثل في فتح قنوات تواصل فعّالة مع أولياء الأمور، عبر اجتماعات دورية وتحديثات مستمرة للحالة التعليمية والسلوكية، وهو ما أسهم في بناء جسر ثقة بين المدرسة والمجتمع المحلي.
هذه التحركات المتتابعة جعلت مدرسة القصاصين الثانوية المشتركة نموذجًا ملحوظًا في الإدارة التعليمية الجادة، وخلقت انطباعًا عامًا بأن المدرسة تعود تدريجيًا إلى مكانتها الطبيعية كمؤسسة تعليمية منضبطة وفعّالة.
إن ما يحدث داخل المدرسة اليوم ليس مجرد تحسينات سطحية، بل روح إدارة جديدة تقودها رؤية واضحة وإرادة للعمل… وهو ما يظهر جليًا في كل ركن من أركان المدرسة.



