محافظات

شباب مصر .. فن وإبداع وإنتماء حقيقي

شباب مصر .. فن وإبداع وإنتماء حقيقي

 

بقلم لايف كوتش / رشا كمال

 

في قلب أحد الشوارع الشعبية ، حيث تنبض الحياة بروح مصرية أصيلة، التقيت مجموعة من الشباب الذين اختاروا أن يجعلوا من جدران حيهم لوحات فنية تنطق بالألوان والإبداع. أمامي وقف شباب من بحري في محافظة الإسكندرية، شباب لم أسألهم عن وظائفهم أو مستواهم الإجتماعي، لأن ما لفت انتباهي كان شيئًا أعمق من ذلك—كان انتماءهم الحقيقي لمكانهم، وإيمانهم بأن بإمكانهم صنع فارق، حتى ولو كان هذا الفارق مجرد جدار يتحول من طلاء باهت إلى عمل فني يعكس الجمال والحياة.

 

شباب بألوان الحياة

 

هؤلاء الشباب لم يكونوا مجرد رسامين، بل كانوا يحلمون ببيئة أجمل، بشوارع تعكس حضارة مصر وتاريخها وروحها المتجددة. ألوانهم لم تكن مجرد طلاء، بل كانت رسائل أمل وحب وانتماء. في كل ضربة فرشاة، كان هناك معنى، وفي كل لون، قصة.

 

لم أكن أعرف أي شيء عنهم سوى أنهم كانوا محترمين، تعاملوا معي بكل تقدير واحترام، وكأنهم يقولون لي: “نحن هنا لنغير، لنضيف لمسة جمال، لنثبت أن مصر مليئة بشباب قادر على البناء والعطاء.” لم يسألوا عن مقابل، لم ينتظروا شهرة أو مكافأة، فقط كانوا يعملون من أجل شيء يؤمنون به—من أجل الشارع الذي نشأوا فيه، من أجل المدينة التي يحبونها، من أجل بلدهم.

 

الانتماء ليس مجرد كلمة

 

كم مرة سمعنا عن الانتماء؟ لكن، كم مرة رأيناه يتحول إلى فعل؟ هؤلاء الشباب لم يكتفوا بالكلام عن حب بلدهم، بل جعلوه حقيقة ملموسة. لم ينتظروا أن يأتي أحد ليصلح جدران حيهم، لم يشكوا الظروف، لم يقولوا إن التغيير مستحيل، بل قرروا أن يكونوا هم التغيير.

 

هذا النوع من الانتماء هو ما نحتاجه في كل مجال من مجالات حياتنا، سواء في العمل، أو في الفن، أو حتى في طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض. كل واحد منا لديه “جدار” يمكنه أن يجمله، سواء كان ذلك في بيته، في وظيفته، أو في مجتمعه.

 

الفن كوسيلة لتغيير الواقع

 

الفن ليس مجرد رفاهية، بل هو وسيلة للتعبير، ولإرسال رسائل قوية دون كلمات. هؤلاء الشباب استخدموا الفن ليقولوا: “نحن هنا، نحن نهتم، نحن نصنع الفرق.” لم يحتاجوا إلى تمويل ضخم أو إلى دعم مؤسسات، فقط احتاجوا إلى الإرادة والشغف، وهذان الشيئان كافيان لصنع المعجزات.

 

رسالة لكل شاب مصري

 

إذا كنت تقرأ هذا المقال، فكر في مكانك، في مجتمعك، في الشيء البسيط الذي يمكنك تحسينه، سواء كان ذلك في مجال عملك، أو في منزلك، أو حتى في سلوكك اليومي. الانتماء ليس شعارات، بل هو أفعال صغيرة تصنع فرقًا كبيرًا.

 

تحية لهؤلاء الشباب من بحري في الإسكندرية، الذين لم أكن أعرف أسماءهم، لكنهم تركوا في داخلي أثرًا عميقًا. تحية لكل من يؤمن أن مصر تستحق الأفضل، ويعمل بجد ليجعلها كذلك. لأن مصر ليست فقط أرضًا نعيش عليها، بل وطن نحمله في قلوبنا ونبنيه بأيدينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
«مدرسة القصاصين الثانوية.. تجربة إدارة أعادت الانضباط وروح المكان» طالب التعليم الفني «محمود كمال» يحصد المركز الأول في اللجنة الرياضية على مستوى إدارة القصاصين التعلي... رئيس مياه القناة يتابع جاهزية سيارات ومعدات الشركة بمحافظة بورسعيد لاستقبال موسم الشتاء ابوجهامة: رئيس جمعية مجاهدى سيناء مؤتمر شرم الشيخ يضع مصر فى القمة مياه القناة: محطة صرف المستقبل تعمل بكامل طاقتها وانتظام ضغوط مياه الشرب بمدينة المستقبل مياه القناة : دورة تدريبية للعاملين في مجال السلامة المهنية «أمانة العمل الجماهيري بحزب مستقبل الوطن تكرم أبطالها.. احتفالية بروح العائلة الواحدة»  مياه القناة : رئيس مياه القناة يتفقد عدد من مواقع العمل بقطاع السويس رئيس مياه القناة يتابع الموقف التنفيذي لأعمال الإحلال والتجديد لخطى طرد محطة صرف صحى المستقبل مياه القناة : اجتماع موسع لمتابعة الموقف التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بالاسماعيلية